العنوان الأكبر لتصديق الرئيس عبد الفتاح السيسى على إطلاق مبادرة "مصر معاكم" للأبناء القصر للشهداء والضحايا من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، هو "أن مصر لا ولم ولن تنسى تضحيات أبنائها المخلصين من الشهداء وأسرهم كبارا كانوا أم صغارا، وتقديم التكريم اللائق للشهداء والمصابين الذين قدموا حياتهم فداء للوطن وسيادته وحريته وأمنه في الحروب التي خاضتها منذ حرب عام 48 و56 و67 وحروب الاستنزاف وحرب التحرير في أكتوبر المجيدة، ثم الحرب الكبرى والأخطر ضد الإرهاب وجماعات الظلام وتنظيمات الإرهاب وخاصة فى سيناء.
منذ 2013 وحتى نهاية عام2022 ، قدمت مصر في حربها على الإرهاب فلذات أكبادها من الرجال في القوات المسلحة والشرطة. قدم أكثر من 3 آلاف شهيد- وبالتحديد 3277 شهيدا- و13 ألف جريح أرواحهم فداء للأرض وللوطن للحفاظ على أمنه واستقراره ضد مخططات التقسيم والتشرذم والفتنة والضياع.
خاضت مصر حربا قاسية كبرى ضد الإرهاب بالنيابة عن العالم، فأسقطت مخططاته وقدمت شهداء لم يبخلوا بأوراحهم من أجل بقاء أوطانهم. اختارت طريق الحرية المضرج بالدماء الذكية الغاليةـ وكان للحرية ثمن غالٍ دفعته من أرواح أبنائها الأوفياء المخلصين.
منذ اللحظة الأولى كانت- وما زالت- تصريحات الرئيس في كل مناسبة وطنية تؤكد على أن مصر لا تنسى أبناءها من الشهداء . وهذه التصريحات تحولت إلى واقع وإجراءات وقوانين ومبادرات لرعاية أسر الشهداء وأبنائهم، وأصدر الرئيس السيسي في مارس 2018 القانون رقم 16 بإنشاء صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، ثم القانون رقم 4 لسنة 2021 لتعديل بعض المواد.
مصر أولت اهتماما بالغا بأسر الشهداء وبشتى الطرق من خلال إنشاء الصندوق والذى يتبع رئاسة مجلس الوزراء، ونظرا لأهمية الدور الذى يقوم به الصندوق، فهو يحظى بالإشراف المباشر والمتابعة الدورية من رئيس الجمهورية، ويتم عرض جميع أعمال وأنشطة الصندوق عليه بصفة مستمرة.
من هنا جاء اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع اللواء السيد الغالى رئيس مجلس إدارة صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودى ومصابى العمليات الحربية والإرهابية والأمنية وأسرهم، واللواء أحمد الأشعل المدير التنفيذى للصندوق للاطلاع على تطورات أنشطة الصندوق وما يقدمه من خدمات لصالح المستفيدين من أسر شهداء وضحايا ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية، بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، كما اطلع على مبادرات الصندوق خلال الفترة المقبلة.
الرئيس أكد على ضرورة مواصلة العمل على تعزيز الخدمات المقدمة من جانب الصندوق، وتنمية موارده وتطوير آليات إدارته، بما يعزز من قدرته على الاستجابة لاحتياجات المستفيدين منه.
خلال الاجتماع تم تصديق الرئيس على إطلاق مبادرة "مصر معاكم" للأبناء القصر للشهداء والضحايا من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، وتقوم على استثمار المبالغ المخصصة لصالح المبادرة بما يضمن تحقيق أعلى عائد استثماري يعود بالنفع على الأبناء القصر عند بلوغهم سن الرشد، وذلك بالتنسيق مع البنك المركزي وصندوق مصر السيادي وشركة مصر لتأمينات الحياة.
والتصديق أيضا على ضم الشهداء والمصابين من الضباط والدرجات الأخرى من القوات المسلحة في العمليات الخاصة، والشهداء المدنيين في المجهود الحربي أثناء الحروب السابقة، وذلك تحت مظلة الصندوق، ووجه الرئيس بقيام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باتخاذ ما يلزم لتحديد نسب الإعفاءات والتخفيضات من المنح الدراسية المختلفة من الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والمعاهد العليا الخاصة للمستفيدين من الصندوق و أسلوب وآليات التنفيذ.
مصر لا تنسى أبناءها الشهداء الذين لولا تضحياتهم ما كنا نعيش الآن في أمن وسلام واستقرار.