في مثل هذا اليوم 14 يونيو عام 1968م، ولد الشاعر والناقد والمترجم الإيطالي كواسيمودو سالفاتورى، الذي يعد أحد أهم الشعراء الإيطاليين بالقرن العشرين، وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1959 "لشعره الغنائي الذي يعبر بنيران كلاسيكية عن التجربة المأساوية للحياة في عصرنا".
في شبابه، رغب سالفاتوري كواسيمودو في أن يصبح مهندسًا، فبدأ دراسته في روما، إلا أن قلة المال أجبرته على قطع دراسته، وتضمنت إحدى وظائفه رسم رسومات فنية في شركة الهندسة المدنية التابعة للحكومة الإيطالية، مما نقله إلى أنحاء مختلفة من إيطاليا، صدرت مجموعته الشعرية الأولى "المياه والأراضي" عام 1930، وبدءًا من عام 1938، كرّس نفسه للكتابة، وتعرّف على العديد من الكُتّاب والرسامين الإيطاليين البارزين، كان مناهضًا صريحًا للفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1945 انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي.
وفي عام 1917، أسس سالفاتوري كواسيمودو مجلة "نوفو جورنال ليتيراريو" (المجلة الأدبية الجديدة)، حيث نُشرت أولى قصائده، يُقسّم عمله عادةً إلى مدرستين شعريتين هرمسية وما بعد هرمسية، انفصلتا بسبب الحرب العالمية الثانية التي ساهمت في تغيير أسلوبه الأدبي، عارض الشعر الهرمسية استخدام اللغة كتلاعب لفظي، واعتبرها أمرًا ذاتيًا، بلا معنى موضوعي، حيث يكون صوت الكلمات بنفس أهمية معناها. تُظهر أعمال كواسيمودو اللاحقة تحولًا من الفردية إلى شعر ذي توجه اجتماعي.
خلال الحرب العالمية الثانية، شعر كواسيمودو بحاجة الشاعر إلى الشعور بالوحدة مع الشعب، والتعبير عن ذلك في قصائده، فرأى أن دور الشاعر في المجتمع دورٌ فاعلٌ لا غنى عنه؛ إذ عليه أن يُكرّس نفسه ومواهبه للنضالات المعاصرة، وقد عبّر عن هذه الآراء لأول مرة في ديوانَي "يوم بعد يوم" عام 1946، و"الحياة ليست حلمًا" عام 1949.
تُظهر أعمال كواسيمودو اللاحقة هذا التحول من الفردية إلى الاجتماعية، بل وتؤكد على السمات الإيجابية للحياة حتى في عالمٍ يُشكّل فيه الموت خوفًا مُلازمًا، في ديوانه "الأرض التي لا تُضاهى" (1958)، حاول كواسيمودو ببلاغة دمج الحياة بالأدب؛ فقد طوّر لغةً جديدةً تتوافق مع أنشطة الإنسان الجديدة وأبحاثه المتنامية باستمرار، نُشرت بعض أشعاره ومقالان نقديان له مترجمان إلى الإنجليزية في كتاب "مختارات من كتابات سلفاتوري كواسيمودو" (1960)؛ ونُشرت قصائده المختارة عام 1965.
توج مشواره الإبداعى بعدد من الجوائز حيث حصد جائزة سان بابليا عام 1950، تناصف جائزة ايتناورمينا مع الشاعر الويلزى ديلان توماس عام 1953م، كما حصل على جائزة مايريجيو وفى عام 1958، ثم على جائزة نوبل عام 1959م.